مستشفى الشيخ الصديق بالقطينة . طبيب واحد و120 يترددون على المستشفى يومياً
مستشفى الشيخ الصديق بالقطينة ….
* تردي البيئة ونقص في تقديم الخدمات الطبية
* أكثر من (40) قرية تتلقى خدماتها من مشفى واحد
* طبيب واحد و120 يترددون على المستشفى يومياً
* 200 حالة لدغة عقرب وصلت المستشفى خلال الشهر
* طبيب: الوزارة توفر عدد 5 جرعات مصل في الشهر
اشتكت مجموعة من المواطنين لـ”الجريدة” من تردي الخدمات بمستشفى الشيخ الأمين بمنطقة القطينة بالنيل الأبيض، الذي يقدم خدماته لأكثر من أربعين قرية، ورغم ذلك يوجد به طبيب عمومي واحد فقط لتقديم الخدمات الطبية للمترددين الذين يفوق عددهم 120 يومياً، مما يشكل ضغطاً عالياً على الخدمة.
واستنكر مرضى مكوثهم ساعات طويلة في قائمة الانتظار لمقابلة الطبيب، مع انعدام أبسط مقومات الانتظار من مقاعد ومياه شرب مما يعمل على زيادة معاناتهم بالإضافة لغلاء أسعار الأدوية وندرتها، خاصة مصل العقارب التي تمثل حالات اللدغ بالعقارب نسبة التردد الأكبر بالمستشفي في فصل الصيف، وذلك لافتقار القرى لخدمات الكهرباء ويسهم الظلام الدامس في زيادة حالات اللدغ، خاصة وسط الأطفال.
وكشف مواطنون من قرى “أبو سنقيد والشطيطة” عن وفاة أكثر من 15 طفلاً بلدغات العقارب خلال الأعوام الماضية، مطالبين بتوفير المصل بالمستشفى وتوصيل الكهرباء إلى المنطقة، وأشار الطبيب المقيم بالمستشفى الى استقبال 200 حالة لدغة عقرب مع غلاء أسعار الأمصال، وشكا من تردي بيئة المستشفى وافتقارها لخدمة الكهرباء ولعمال النظافة مما ينعكس سلباً على المرضى.
الشيخ الصديق:
مستشفى الشيخ الصديق تقع بالضفة الغربية للنيل الأبيض بمحلية القطينه تم بناؤها بالجهد الشعبي وتقدم الخدمات لأكثر من أربعين قرية أبرزها قرى “الهنوناب، أبوسنقيد، الشطيطة، الصقراب، اللعوتة، الدبيبة، والسريحة”، وأهم ما يميزها تردي الخدمات الطبية نسبة للنقص في الكادر الطبي العامل وافتقارها لعربة الإسعاف ولخدمات الكهرباء ومياه الشرب داخل المستشفى مع شكوى المواطنين من ارتفاع أسعار الأدوية.
زريبة:
الزائر للمستشفى يظن عند دخوله من باب المستشفى أنه في “زريبة” للمواشي حيث تقابلك الأغنام والحمير تتجول بارتياح مثلها مثل المترددين على المستشفى من المرضى وتتخذ من بعض ممراتها استراحات، عنابر المستشفى تفتقر للنظافة والروائح الكريهة تتسيد أجواءها مع ملاحظة وجود بقايا الطيور النافقة وتكدس النفايات الطبية بكميات لا يتصورها عقل مع انتشار النفايات الطبية المستخدمة من حقن وخلافها من النفايات الطبية، الأمر الذي جعل العنابر مأوى للحشرات والضفادع وشتى أنواع الزواحف.
ويرى الزائر تصدع الأسوار الخارجية والداخلية للمستشفى بالإضافة للتصدعات التي ترسم خرطاً على جدران العنابر، لا توجد مقاعد ليجلس المرضى عليها ويتنظرون دورهم للعلاج وهم يجلسون أرضاً، وتفتقر المستشفي للكودار المساعدة والأطباء عدا طبيب عمومي واحد يقدم الخدمات لكافة المرضى القادمين من القرى المختلفة.
شكوى المواطنين:
وشكت مجموعة من المرضى الذين تحدثوا لـ”الجريدة” من الانتظار لساعات طويلة في الصفوف لتلقي الخدمة، وقالت المريضة تيسير آدم إنها حضرت للمستشفى منذ الساعة السادسة صباحاً فقط لتسجيل اسمها في قائمة الانتظار لمقابلة الطبيب، كاشفة عن معاناة حقيقية بسبب الأعداد الكبيرة للمرضى، وذكرت أنها لم تقابل الطبيب حتى الثالثة ظهراً، وقالت إن المعاناة تكمن في عدم وجود مقاعد للانتظار، وأوضحت أن المرضى يتخذون الطوب مقاعد لانتظار مقابلة الطبيب مما يزيد من معاناتهم، وشكت المواطنة منى من تأخر نتائج الفحص والتي تستغرق أكثر من ثلاث ساعات وذلك لانعدام الكهرباء وتعطل المولد بصورة متكررة أثناء الفحص، وشكا المرضى من تردي بيئة الحمامات والطفوحات المستمرة مما يعيق إحضار الفحوصات والافتقار لخدمات الصرف الصحي والخدمات الخاصة بأخذ عينة من “الفسحة والبول”، وأشار المرضى الى افتقار المستشفى للأطباء مع وجود طبيب عمومي واحد فقط وفي حالة غيابه لا يوجد من ينوب عنه.
وقال المواطن أحمد من قرية الشطيطة إنهم ظلوا يعانون من الإصابات بلدغات العقارب، خاصة الأطفال، وكشف عن وفاة أكثر من 15 طفلاً بكل من قرية السنقيد والشطيطة خلال الأعوام الأخيرة الماضية، الأمر الذي يجعل توجس سكان القرى من الإصابة بلدغات العقارب، خاصة وأن غالبيتهم من محدودي الدخل، مطالباً المسؤولين بالعمل على إدخال خدمة الكهرباء لتلك القرى التي تعاني من انتشار العقارب في ظل شح المصل وعدم توفره بصورة راتبة.
وشكا المرضى الذين تحدثوا لـ”الجريدة” من ارتفاع أسعار الأدوية بالمستشفى واتهموا الجهات المتعاملة مع الأدوية بالمستشفى بالتلاعب في الأسعار، وعزوا ذلك الى أن الأدوية الخاصة بصيدلية المستشفى تأتي من الإمدادات الطبية وهذه تعد أرخص مقارنة بالأدوية المستوردة من قبل الشركات.
وأشار المواطن محمود حسنين الى غلاء أسعار الأدوية بالمستشفى، خاصة مصل العقارب في ظل زيادة حالات لدغ العقارب، موضحاً أن مصل العقرب وصل سعره الى 130 جنيهاً، وقال من المفترض تكون الأمصال من ضمن علاجات الطوارئ التي يجب أن يتم توفيرها مجاناً لجهة أن غالبية المترددين الى المستشفى يعانون من الإصابة بلدغ العقارب، وتأسفت المريضة إكرام المشرف لتعرض الأطفال بصورة متكررة للإصابة بلدغات العقارب، وعزت ذلك افتقار المنطقة الى الكهرباء، وقالت إن الظلام الدامس هو السبب الرئيس في تعرض معظم سكان القرى إلى لدغات العقارب، وطالبت المسؤولين بتوصيل الكهرباء الى القرى المتاخمة للمستشفى.
انعدام مياه الشرب:
واستنكرت مجموعة من المرضى المترددين على المستشفى في حديثهم لـ”الجريدة” انعدام مصادر مياه الشرب للمرضى، وذكرت المريضة حليمة من عدم وجود مصدر مياه عدا “برميل” يقصده المرضى للشرب، بالإضافة الى وجود أزيار لا يتم الاهتمام بها لعدم وجودع مال لذلك تبدو متسخة.
أوساخ:
وعزا المرضى تردي بيئة المستشفى الى افتقارها الى عمال النظافة إذ لا يوجد عمال معينين مما ينعكس سلباً على المرضى من قاصدي المستشفى، وشكا مواطنون من حرق النفايات الطبية بالمستشفى.
الطبيب المقيم:
كشف الطبيب المقيم بالمستشفى دكتور أحمد محمد عثمان عن استقبال أكثر من 200 حالة لدغة عقارب في الشهر يتوفى منهم 5%، وذكر أن غالبية الحالات التي تأتي مبكرة يتم إنقاذها خاصة في فصل الصيف حيث تزداد الإصابات بلدغات العقارب، عازياً ارتفاع النسبة لافتقار المنطقة والقرى المتاخمة لخدمة الإمداد الكهربائي، موضحاً أن وزارة الصحة توفر فقط عدد 5 جرعات من مصل العقارب في الشهر، مطالباً منظمات المجتمع المدني بالمساهمة في توفير مصل العقارب لجهة أن غالبية المترددين يعجزون عن توفير ثمن المصل الذي يعد غالياً مقارنة مع أوضاعهم الاقتصادية، وذكر بقوله إن مستشفى الشيخ الصديق يعد من أفضل المستشفيات الريفية من حيث البنى التحتية والمعدات والأجهزة الأساسية، ولكنه يفتقر للكوادر الطبية العاملة بالمستشفى من كودار طبية مساعدة وأطباء في مختلف التخصصات، بالإضافة الى افتقارها لعمال النظافة عدا عامل يعمل بالعون الذاتي، موضحاً أن المستشفى يقدم خدماته لأكثر من أربعين قرية، لكن للأسف المستشفى تفتقر للإمداد الكهربائي وتعمل عبر “وابور”، مما يشكل خطراً حقيقياً لاستمرار تقديم خدمة مثلى، ذكر أن أكبر خطر يهدد المترددين للمستشفى لدغات العقارب، كاشفاً أن هنالك بعض حالات لا تصل إلى المستشفى لأسباب مختلفة، موضحاً أن التحدي الأكبر مصل العقارب وغلاء أسعاره مقارنة بالأوضاع الاقتصادية للمترددين من المرضى من القرى المتاخمة للمستشفى.
الدخولات:
وأشار الطبيب الى أن عدد متوسط الدخولات للإقامة الطويلة في اليوم يبلغ 5 دخولات للمرضى ويبلغ عدد التردد اليومي على المستشفى 120 حالة، مما يشكل ضغطاً عالياً في ظل وجود طبيب واحد فقط.
وأكد أن المستشفى يعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة، موضحاً أنه يوجد بالمستشفى معمل واحد يجري كل الفحوصات الروتينة، لكنه يفتقر لإمكانية إجراء الفحوصات الدقيقة من وظاائف الكلى والكبد التي يتم تحويلها لمستشفى أمدرمان، كاشفاً عن تحويل (10) حالات خلال الشهر الفائت وصفها بالمستعصية، مشيراً إلى عدم وجود إسعاف لنقل الحالات الطارئة، مطالباً بتوفير عربة إسعاف للمستشفى، ودعا الصحة الى توفير الكادرالطبي الكافي للحاجة الماسة.
وأشار الطبيب الى أن عدد العنابر بالمستشفى يبلغ ثلاثة عنابر ويوجد بعنبر الحوادث عدد 10 أسرة وبغرفة الولادة 3 أسرة وتوجد غرفة عمليات كبيرة للولادات القيصرية مع وجود قابلة تم تعيينها في وظيفة عاملة نظافة وغرفة تعقيم، كاشفاً عن استقبال حالة ولادة قيصرية واحدة في الشهر، مؤكداً أن المستشفى يستقبل الحالات الطارئة في المراحل الخطرة حتى الساعة 12 مساء.
في ذات السياق أقر الأمين العام للمستشفى مصباح إبراهيم بتردي الخدمات الطبية، وعزا ارتفاع أسعار الأدوية الى تخصيص25% من الأرباح من عائد الدواء للعاملين الذين يسعون لتحقيق تلك الأرباح بشتى الطرق، منتقداً عدم وجود رقابة على بيع الأدوية مع استغلال جهل المواطن بالأسعار الحقيقية للأدوية من مصدرها، وشكا من تردي خدمات النظافة، مشيراً لتردي بيئة المستشفى التي تتسبب في جلب المرض بدلاً عن علاجه في إشارة لحرق النفايات داخل المستشفى مع تكدسها بصورة راتبة.
تحقيق: لبنى عبدالله ـ البشير أحمد البشير
صحيفة الجريدة