الأستاذ/ محمد محمد جاه الرسول
الأستاذ : محمد محمد جاه الرسول
امتدادا لما بدأنا عن توثيق رموز وأعلام بلدنا الحبيب..
وها نحن ما زلنا مجتهدين بشتى السبل حتي نعرف شيئاً من حياتهم…
.من أساتذه وعلماء وخيرين…كانوا لنا نجوما تضيء السموات إنجازاً ومعيناً..فمهما نكتب عنهم لن نوفيهم ماقدموه لنا في حياتهم
ضيفي اليوم من الذين تواروا عنّا…بعد أن أمضى جل عمره في التدريس…لم يحظى جيل اليوم به….ولا حتى شخصي لم يكن لي الشرف بأن أنهل من علمه…ولكن إعجاباً بشخصه ومهنته وبراً له وهو في قبره أن نفرد له اليوم مساحة .
يعد ضمن المعلمين الأوائل بالمنطقة…تميّز بالصبر والعصامية…عرف بين زملائه بالذكاء والنبوغ والحنكة…تميّز بالطرفه والحكاوي التى ما زالت تقال عنه..حاولت ان أوثّق له بتوسّع فلم أجد من يمدني بسيرته الذاتيه فاستعنت بإبنه الاستاذ مضر فدلني الى صديقه ورفيق درب والده الاستاذ مصطفي الشيخ علي.
فكتب لي بخط يده مشكورا ما يأتي :
ولد محمد محمد جاه الرسول عام 1948م بقريته الوادعة الشيخ الصديق التي ترقد في أحضان النيل الأبيض في رحلته إلى البحر الابيض المتوسط وعاش أيام طفولته الباكره بين أترابه من أبناء القرية وقضوا طفولتهم ونعومة أظافرهم بين تلال ووهاد القرية يبنون الحصي قصوراً فتهدمها الرياح وهم في فرحة وحبور ومضي ذلك الحلم الجميل كطيف الخيال
دخل المدرسة الاوليّة بالشيخ الصديق ومن هنا بدأ مشوار الحياة والكفاح لنيل الأماني ومعالي الأمور وأبدى نبوغاً مبكّراً وجاء إمتحان مارس للدخول للمدرسة الوسطى وكانت مدرسة القطينة الإميرية وكان من بين أربعة أجتازوا الإمتحان من بين أربعين تلميذاً من مدرسة الشيخ الصديق الأوليّة وكانت القطينة الإميرية قلعه صعبة المنال لايصل اليها إلّا المبرزين والموهوبين
ومضت أربع سنوات في التحصيل والدرس ومن ثم تم إعلان الشهادة الثانوية وأجتاز الإمتحان وتم قبوله بمعهد كسلا التربوي ومن سوء الحظ تعطّل قطار الشرق بمحطة قلع النحل ووصل المعهد متاخّراً ورفض مدير معهد كسلا التربوي قبوله نسبة لتأخيره عن مواعيد الدراسة ولم تخور عزيمته وأمتحن من إتحاد المعلمين بالسجّانة بالخرطوم جنوب وتأهّل ودخل معهد أمدرمان الثانوي العالي الحديث ومن حسن الحظ تم قبوله وكان معه مصطفي الشيخ علي بمعهد أمدرمان الثانوي العالي وأمضيا مشوار الدراسة معاَ وهما رفيقي درب وكفاح وعشا معاً صباهما الباكر وكانا خير صديقين وأخوين و بعد أنّ تخرّج أستاذنا من مدرسة وادي سيدنا بأمدرمان
إنتقل في محطات العمل المختلفة ومنها:
* 1-موظف بوزارة الصحّة بالخرطوم.
* 2-موظف بوكالة الناظر يوسف هباني بالدويم.
* 3- معلّماّ بمدارس النيل الأبيض وقوز البيض ومجمّع الحمراء.
* 4- مدير مدرسة قويز أبوالحسن وبعدها مدرسة الكلاقي.
* 5-معلّماً منتدباً بجمهورية اليمن لخمس سنوات
* 6-مدير لتعليم مرحلة الأساس بالشيخ الصديق
ترجّل عن صهوة حصان التعليم ونزل المعاش في عام 2007م تاركاً حصيلة من التلاميذ والتلميذات يشهدون له بعطاءه الثر وأداءه المتميّز.
أنتقل إلى الرفيق الأعلى في عام 2010م.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما علم وبقدر ما أعطى وأن يدخله الجنّة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
وأن يبارك له في إبنه الوحيد الأستاذ مضر محمد جاه الرسول ممسكاً براية والده مواصلاً لمهنته.
توثيق : يحيى موسى