المرحوم/ حاج عبدالله علي عبدالله
حاج عبد الله علي عبدالله
أشخاص فى حياتنا عشنا معهم ربما عمر طويل، كانوا لنا وكنا لهم فى كل الأوقات، إن نظرنا هنا وجدناهم وإن نظرنا هناك لمحناهم، عندما كانوا معنا ربما لم نشعر بقيمة وجودهم فى حياتنا، لأننا أعتدنا على هذا الوجود، ولكن عندما فقدناهم فقدنا جزءا منا معهم وأصبحنا نتتبع آثارهم التى تركوها فى حياتنا، نبحث عنهم فيما قدموه لنا، ونأسف على أيام مضت دون إعلامهم كم كنا نحبهم وكم كان وجودهم سر سعادتنا دون أن نشعر، اذا قابلتهم نصحوك واذا سألتهم افادوك، والآن عندما ننظر هنا وهناك لا نجدهم لأنهم رحلوا عنا، وسكتت أصواتهم عن مسامعنا فأصبحت القبور دارهم وأصبح المكان الوحيد الذى يمكن أن نلتقى بهم فيه هو سيرتهم الطيبة الجميلة العطرة التي تشرح الصدور وتريح القلوب، لذلك فلنتعلم كيف نحافظ على من هم معنا ونعطيهم قدرهم وحقهم ومستحقهم ونخبرهم كم نحن نحبهم وكم هم مهمين جداً فى حياتنا.
إخوتي الأفاضل في مجموعة أبناء منطقة الشيخ الصديق ود بساطي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخصية اليوم أحد الذين أنجبتهم ريا بنت محمد على التى اشتهر اسمها فى الشيخ الصديق كانت امرأة ثرية جدا تزوجها الزاهد الورع على ود محمد يقال ان على رحمه الله تعالى اتى ومعه عنز والدقيق يأكل منه بلبن عنزه ولا يأكل من مال ريا لورعه الشديد فانجبت هذه الأسرة المباركة لها فى ذريتها العبيد وعبد الله وزينب ومصطفى حديثنا اليوم عن أحد أبنائها المغفور له بإذن الله عبد الله ود علي الذي جمع بين صلاح أبيه ومال والدته
* ولد سنة ١٩١٨ م بدأ حياته بصنع الفرد والنساجة ثم تحول للتجارة ونجح فيها حتى صار من أثرياء المنطقة، تزوج من رقية بنت الشيخ محى الدين فانجب منها الناعمة ومحمد على ومحمد و امحمد وأبو الحسن والطيب رحم الله ابو الحسن وحفظ الله الباقى منهم، ومن ثم تزوج زوجته الثانية وهى أم لثلاثة أطفال أيتام توفي والدهم فرباهم حاج عبد الله احسن تربية وزوجهم لم يشعروا ابدا بطعم فقدان الأبوة وهى زينب بنت على فانجبت له الصديق ورقية وام كلثوم وعلى ومحمد أحمد.
* كان من أعيان البلد وفي عام ١٩٦٩ م صدق له الأستاذ الطاهر ابراهيم بندقية مازالت موجودة إرثا تاريخيا.
* عرف بالتجارة فأصبح مثال للتاجر الصدوق وعرف ايضا بالكرم وفعل الخير والعطاء الغير محدود ووصل كرمه لدرجة أن بضاعته كلها تحولت من الأرفف والمخازن الى الدفاتر، كاد ان يغلق دكانه لولا الصبر والإيمان القوى ولكنه بحمد الله رجعت تجارته واستمر عليها من جديد الى ان رحل عن هذه الدنيا الفانية.
* كان يهتم جدا بالعمال (العتاله) وعند تنزيل البضاعة يدفع لهم حقهم وبالزيادة قبل أن يجف عرقهم.
* كان ضمن دفاتره دفتر خاص للفقراء والمساكين يقول:(ان لم يأتى احد منهم بالتسديد فهو معفى لوجه الله)
* عرف أن إطعام الطعام يدخل الجنة بسلام فكانت مأدبته ثابته فى سوق الشيخ الصديق (فطوره لم يغيب عن السوق إلى أن توفاه الله) يأكل منها كل فقير وكل ذو حاجة ومع ذلك ديوانه مفتوح ياوي الطلاب والضيفان،كان كثير للصلاة عابدا زاهدا فى الدنيا على رقم أنها في يده
* حج لبيت الله الحرام سنة خمسين ونيف من القرن الماضي وقت شبابه قد لا يعرف كثير من الناس وقت ذاك أن الحج ركن من أركان الإسلام.
* من أعماله الجليلة حفر بئرين فى الحى الشمالي (الشرقيه) بمشاركة امه ريا وحاج الطيب أما (الغربيه) فحفرها لوحده
* فى سنة المجاعة المعروفة عندما رأى الحال من حوله صعباً أنفق كل ماله إنفاق من لايخشى الفقر متوكلا على الواحد الأحد.
* كان عميد أسرته واصهاره ومن حوله كان كريما طيبا سمحا عابدا ورعا ذات مره عمل أحد أبنائه مأدبة ودعا لها كبار القوم فى المنطقة فنصحه بأن مثل هذه يدعو لها الفقراء والمحتاجين وليس هولاء.
الحديث عن مواقفه كثيره جدا فهي لا تحصى ولا تعد
* كان يكتب ويقرأ حتى أصبح من المداومين على قراءة القرآن في مسجد الشيخ الصديق العتيق مع المرحوم المبارك ود احمد وغيرهم من كبارنا الأتقياء.
* كان يحترم جداً أبناء الشيخ الصديق وخاصة الشيخ أبو الحسن والذي سلك عليه طريق السمانية وكذلك الشيخ ابو الحسن يبادله نفس الاحترام ويقال قبل وفاته أوصى علية ابنه شيخ محمد احمد لهم الرحمه جميعا.
* من كرماته لم يخرف ولم يترك الصلاة إطلاقا كان يصلى حتى فارق الحياة
في عام ٢٠٠٩ م
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وان يجعل الجنة مسكنه ومثواه وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يبارك في ذريته وأهله.
وإلى أن نلتقيكم مع ضيف اخر اترككم في امان الله وحفظه ورعايته.
توثيق :يحيى موسى