شيخ مصطفى الشيخ الصديق ودعثمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علم أو رمز اليوم عالم فذ ومتبحر في العلوم الشرعية واللغة العربية، يصعب الخوض في بحر سيرتة وذلك لضخامة صاحبها مما يملك من تاريخ ملئ بالمغامرات والتحديات التي خاضها من اجل العلم والمعرفة ، نفسه كانت تتوق للعلم ولكن لضيق ذات اليد وعدم اهتمام الاهل عموما بالتحصيل العلمي وتفضيل المجالات الاخرى في ذلك الزمان .
كان يشتغل في ايام الإجازات في الزراعة والحصاد حتى يجمع مصروفاته للدراسة بجمهورية مصر ويلحق بزملائه الشيخ محمد احمد الشيخ ابو الحسن والاستاذ الطاهر الفكي ابراهيم والفكي احمد ود عثمان وغيرهم بالازهر الشريف.
* كان لا يملك حق التذكرة بالقطار من السودان الى مصر فكان يركب في قطار المواشي (القشاش) مع الأبقار من السودان الى مصر ولك ان تتخيل وجود طالب علم وسط الابقار وما يعانيه من تعب ومشقة السفر وعدم وجود الاكل والشرب وعدم وجود كراسي او كنب لان القطار مخصص للمواشي كل ذلك لكي يصل للأزهر الشريف وينخرط في التحصيل الاكاديمي.
* كان يلقب بالدينمو في الازهر لانه لا يفتر عن القراءة و لا الحفظ فكان تحصيله اول الدفعة على مستوى السودان والسابع على مستوى دفعته بالازهر الشريف.
* ويذكر عنه انه في مرة من المرات إبان ضابط السكة حديد انتظره ومن معه من دفعته لكي يؤدي لهم تحية التعظيم لان الشيخ مصطفى كان اول الدفعة وموجود بالقطار ونسبة لتفوقة تم منحة تذاكر السفر مجانا.
* شاءت الاقدار أثناء دراسته بمصر بان الرئيس جمال عبد الناصر يختلف مع الاخوان المسلمين في مصر فسجنهم وشردهم ،ذكر شيخ مصطفى للراوي بانهم كانوا يختبئون في الجبال والكهوف في صعيد مصر نهارا ويمشون ليلا حتى دخلوا حدود السودان.
* حاول ان يكمل تعليمة في المعهد العلمي بالسودان ولكنه اصطدم بتعنت شديد من مدير المعهد ورفض ان يسمح له بالجلوس للامتحانات النهائية ولكن شيخ مصطفى كان صاحب عزيمة لا تلين ولا تفتر وعندما رأى مدير المعهد ذلك قال له سوف أمنحك فرصة واحدة للامتحانات واذا رسبت في اي مادة فلن اعطيك الشهادة فوافق الشيخ على ذلك وقد كان ضعيف في مادة الرياضيات ومتخوفا منها حسب ما روى ولكنه مر فيها ولم يسقط فكان من الأوائل في المعهد وتم منحه الاجازة العلمية وبعدها اشتغل بالتدريس بالمدارس الابتدائية بكوستي وكدابه، ود ربيعة إلى أن تقاعد للمعاش.
* عمل بالتجارة بسوق الشيخ الصديق وقد كانت له حلقات علمية مشهورة في سوق الشيخ الصديق بعد صلاة المغرب يعلم فيها الكبار والصغار امور دينهم من علمه الغزير في السيرة والعقيدة والعبادات والمعاملات والآداب والفلسفة ….الخ.
* كان له حديث يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة مباشرة في مسجد الشيخ الصديق العتيق وايضا كانت له دروس في القرى يعلم فيها النساء وكان يرافقه العم احمد العبيد علي متعه الله بالصحة والعافية
وشيخ النيل رحمه الله وغيرهم من المحبين الذين جالسوه واستافدو منهم على سبيل المثال لا الحصر الاخ كمال الدين الحاج الشيخ علي وعبد الله محمد عبيد والاستاذ نور الدائم له الرحمه وغيرهم.
* كان حاضر البديهة وصاحب نكته يحب الناس الاستماع إليه مما جعلهم يستفيدون منه إلى أقصى درجات الاستفادة من أمور دينهم بالذات العبادات وكان يخاطبهم على قدر عقولهم.
* كانت له مؤلفات عديدة من ضمنها
كتاب عن العقيدة والعبادات وكتاب تفسير جزء عم ولكنها لم تطبع رغم المحاولات المتكررة وضيق ذات اليد وندرة المطابع في ذاك الزمان.
وكان علي تواصل مع ابن دفعتة علي شمو وكان قد تبرع له بطباعة مؤلفاته الا ان يد المنون كانت اسرع.
* من ضمن زملاءه بالازهر الشريف الاستاذ محمد خوجلي صالحين الرجل الإعلامي المعروف وكذلك الاستاذ علي شمو وكثير من رموز السودان في ذاك الزمان ، كان يسجل لهم زيارات بالإذاعة وبرفقته ابن أخته حسن ود الفكي الصديق .
إنه العالم شيخ مصطفى
الاسم: مصطفى الشيخ الصديق ودعثمان
* مكان الميلاد: الشيخ الصديق .
* تاريخ الميلاد: في ١٩٣٥م تقريبا.
* حفظ القرءان بخلاوي ود النعمان
* قام بتربية أبناء أخية محمد ومصطفى والصديق بعد وفاة والدهم عبد المنعم وهم صغار.
توفي في ٢٠/رمضان/١٤١٥ه الموافق ١٩٩٥/٢/١٩ م
نسأل الله له الرحمه والمغفره وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا وأن يبارك في أهله وذويه.
الصورة أدناه
علي اليمين شيخ مصطفى له الرحمه
على اليسار المبارك ود احمد له الرحمه
توثيق ~ يحيى موسى