المرحوم أ.د/ محمد موسى البر
بسم الله الرحمن الرحيم
ضيف اليوم
أ.د. محمد موسى محمد أحمد البُر
أهلنا في مجموعة أبنا منطقة الشيخ الصديق ود بساطي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقف اليوم عند شخص ذهب عنا بجسده وظلت سيرته وملامحه بيننا باقيه، رسم سيرته في حياته كيف ما شاء فكان لأهله وقبيلته ومنطقته علاما يعتزون به،كان متواضعاً ولم يترك للتكبر والافتراء مدخلاً رغما شهادته ودرجاته العليا، حابا لفعل الخير اين ما وجد، لا يميز بين أشخاص بلده،داعم لوحدة المنطقة بكل السبل ، عمل في العمل العام ومنه مستشفي الشيخ الصديق اهتم به اهتماما شديداً حتي بلغ بنيانه تاركاً بصمته بها، أخبرني أحد مواطني المنطقة بعد وفاته بأن اخر مولد كهرباء للمستشفى كان على يده جلبه دون ضجيج طامعا في الأجر وخدمة أهله ومجتمعه، كذلك التعليم والمياه، فكان كثير الحديث في الصحف السيارة عن الطريق الغربي حتي انتبه اليه الولاه ، وصل للمنطقة سبعة صهاريج مياه ، قام أيضاً بتحويل مركز الامتحانات من القطينة الي الشيخ الصديق والذي ظل حتى الآن من أجل راحة أبنا وبنات المنطقة وكذلك انفاقه علي الاسرة الفقيرة في الخفاء بالمنطقة، طاف وجال في كل ولايات السودان وخارجه بل اوربا دارسا وكاتبا، طرق مجلا لم يكن سهلاً( الاعلام)فبث عبره ما أراد لا يخاف في الله لومة لائم، فقيه حتى نال في ذلك دكتوره لا يعلمها الا القليل
حمل العام ١٩٥٢م بشارة لأسرة موسى ودالبر بقدوم مولود ذكر بعد أربع بناتٍ سماه (محمد) كبر محمد وبلغ سن السادسة في منطقة لم يكن التعليم فيها متوفراً وكانت مدرسة الشيخ الصديق هي الوحيدة على مستوى تلك المنطقة المترامية الأطراف وكان القبول فيها أمراً صعباً لطفل في السادسة من عمرة لأن التنافس يكفل لكبار السن أولاً وهم أكثر من حاجة المدرسة.
حمله أبوه وبعد جهد ووساطات تم قبوله وكان يوماً مشهوداً لفرح والده بقبول إبنه في المدرسة.
درس الأولية في الشيخ الصديق ثم إنتقل منها إلى مدرسة أبي عشر الأولية مع أخيه إبن عمته العلامة أحمد أبو الحسن أستاذ اللغة العربية والذي أثر فيه كثيراً وحبب إليه القراءة والإطلاع وقد استمر ملازماً له حتى تم قبوله في مدرسة وادي سيدنا الثانوية والتي إنتقل منها إلى عطبرة الثانوية ليمتحن ويدخل جامعة الخرطوم كلية الآداب.
لم تكن أحوال الأسرة المادية تعينه على إكمال تعليمه خاصة وأن الأسرة كلها بنات، ترك جامعة الخرطوم وتم قبوله بجامعة القاهرة فرع الخرطوم منتسباً (مساءً) ليعمل معلماً بمدرسة حي العرب المتوسطة أمدرمان.
لم تكن نفسه تعرف اليأس وكان ذا شكيمة قوية متوثبة دائماً.
تخرج من جامعة القاهرة ونال درجة الليسانس آداب وهاجر إلى اليمن وعمل معلماً بأحد المعاهد اليمنية ومازال طلابه يذكرونه بالخير هناك وقد أتيحت لبعضهم زيارة السودان وفي إفطار رمضان تكلموا عنه بفخر وإعجاب وإعزاز.
إنتقل من اليمن إلى المملكة العربية السعودية وكعادته متعطش دائماً إلى العلم قُبل بجامعة الإمام محمد بن سعودكلية الدعوة والإعلام، ثم نال درجة الماجستير وانتقل إلى معهد الرياض العلمي العالي معلماً ومن طلابه الشيخ السديس(إمام الحرم المكي).
كانت نفسه تواقة إلى الدعوة ونصرة دين الله وبتوفيق من الله تم إنتدابه إلى دولة الدنمارك ليؤسس معهد فيصل الإسلامي ليكون منارة ومنبراً للدعوة في أوروبا فانطلق من هناك داعياً ومبلغاً طائفاً بأغلب دول أوروبا وكان معه صديقه الداعية الفلسطيني الشهيد أبو لبن الذي حضر إلى السودان قبل سنوات وطاف أغلب ولايات السودان مع بروف البر وقد قتل أبو لبن مسموماً في الدنمارك بعد تصديه للحملات التي كانت تسيئ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
رجع بروف البر من الدنمارك إلى السودان وعمل في مجال الدعوة في شرق السودان ومعلماً بمعهد حاج الحسن العلمي الديني بالقضارف وانتقل من هناك محاضراً بجامعة إفريقيا العالمية – كلية الدعوة والإعلام ثم انتقل إلى جامعة القرآن الكريم – أمدرمان – محاضراً في التخصص ذاته. ثم أنتدب لوزارة الشؤون الاجتماعية بالقضارف مديراً عاماً ولخلافات نشبت بينه وبين والي القضارف حول طريقة العمل ترك الوزارة ورجع إلى جامعة القرآن الكريم ليشغل منصب عميد المكتبات.
لم يكن بروف البر شخصية عادية، كانت نفسه تواقه ومتعطشة للعلوم وقد تأهل أحسن ما يكون التأهيل ولو حسب ما أنجزه بحساب أيام عمره لكان إعجازاً وتوفيقاً إلهياً لا يناله إلا التخلص الأتقياء الأنقياء:
-ليسانس آداب- جامعة
القاهرة فرع الخرطوم
-ماجستير إعلام ودعوة- جامعة الإمام محمد بن سعود.
-دكتوراه في الإعلام والدعوة – جامعة القرآن الكريم.
-دكتوراه في الفكر الإسلامي – جامعة القرآن الكريم
-دكتوراه في الدعوة والثقافة-جامعة القرآن الكريم.
وكعادته دائماً يعمل على رفع قدراته والإستفادة من أهل الإختصاص في كل مجال نال العديد من الكورسات التدريبية وأهمها:
-كورس الأئمة والدعاة
-كورسات في الجودة والإمتياز
-كورسات في الإدارة
وقد تنوعت خبراته الأكاديمية وتوزعت كالآتي :
-عميد عمادة شؤون المكتبات – جامعة القرآن الكريم.
-رئيس قسم الدعوة ونظم الإتصال – جامعة القرآن الكريم.
-عضو اللجنة العليا للخطط بكلية الدراسات العليا-جامعة القرآن الكريم.
-عضو مجلس أساتذة كلية الدعوة والإعلام.
-عضو مجلس أساتذة جامعة القرآن الكريم.
-أستاذ زائر بكلٍ من:
جامعة إفريقيا العالمية
جامعة القضارف
جامعة أمدرمان الإسلامية
جامعة الإمام المهدي
كل هذه الخبرات العلمية جعلت منه عالماً مرموقاً مؤتمناً يوكل إليه وضع مناهج كليات الدعوة والإعلام كيف لا وهو الذي أمضى زهرة شبابه في دراستها وبقية عمره في تدريسها والإشراف عليها وقد اختياره للمهمات الآتية:
-خبير لوضع مفردات مناهج كلية الدعوة بجامعة أم درمان الإسلامية.
-عضو لجنة مناهج وضع متطلبات جامعة القرآن الكريم
-عضو الهيئة العليا لمؤتمر مناهج جامعة القرآن الكريم
-وضع مفردات مناهج دبلوم الدعوة والفكر الإسلامي
-وضع مناهج قسم الدعوة ونظم الإتصال
-عضو مجلس أساتذة كلية الدراسات العليا بجامعة القرآن الكريم
-عضو مجلس البحوث بجامعة القرآن الكريم
-عضو عمادة البحث العلمي بجامعة القرآن
-عضو مجلس كلية الدراسات العليا
-أشرف على عشرات الرسائل في مجالي الماجستير والدكتوراة
-شارك في أكثر من عشر مؤتمرات دولية في مجال العمل الإسلامي
-له أكثر من خمسة عشر كتاب مطبوع في مجال الدعوة والعمل الإسلامي
-له أكثر من عشر كتب تحت الطبع.
-له أكثر من ثلاثة عشر بحث محكم في المجالات المختلفة
-صحفي وكاتب(حاصل على القيد الصحفي) وعضو جمعية الأدباء والكتاب السودانيين وله مقالات منشورة في عدد من الصحف السودانية.
وله مقال يومي بجريدة الحياة السودانية بعنوان
(قضايا معاصرة). وله أيضاً برامج إذاعية وتلفزيونية.
يجيد بروف البر اللغة العربية واللغة الإنجليزية ومبادئ اللغة الدنماركية.
كان محباً لأهله مهموماً بقضايا منطقته خاصة الخدمية منها وتجده دائم الترحال مابين الشيخ الصديق مسقط رأسه وأم درمان (بيت أولاده) مبادراً إلى حل كل مشكلة أو طرحها على أبناء المنطقه ونسبه لهذا الجهد وهذا الإخلاص تم إختياره من قبل أبناء المنطقة رئيساً لرابطة أبناء الشيخ الصديق، ورئيساً للجنة المستشفى
كان متفاعلاً مع قضايا الطلاب في الجامعات ويسعى إلى حل الخصومات في المنطقة.
نعم فقدت المنطقة ركناً مهماً من أركان العمل الإجتماعي فيها وعزاءنا أنه كان يقوم بذلك عبادة لربه في خلقه له خمس من البنات علمهم احسن تعليم بالإضافة عمرو الابن الوحيد مهندس اتصالات مجموعة القنوات الافريقية جامعة افريقيا نسأل أن يجعل البركة في ذريته ونسأل الله أن يحذو أبناءنا حذوه وأن يخلفوه في المنطقة بإخلاص وهمة. له الرحمة والمغفرة والثواب الجزيل عند المولى الجليل إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ودمتم في امان الله وحفظه
توثيق~ يحيى موسى