المخططات السكنية إلتهمت أراضينا
تعيش قرية شمال الشيخ الصديق مآسي كثيرة منذ أن غمر خزان جبل أولياء أراضيها، الأمر الذي جعل سكانها ينزحون لحلة شمال الشيخ الصديق التي تضم (18) قرية.. تاريخياً تقع المنطقة عند خزان جبل أوليا، أغلبها أراض صخرية غير زراعية يمارسون الرعي والزراعة.. وتمت درسات للأرض من بيوت خبرة فرنسية وشيكية أفادت بأنها من أحسن المناطق وهي تنتج الأعلاف والخضر والموالح، وتبلغ مساحتها (60) ألف فدان.. كان أمل السكان في مشروع الرحمة التعاوني الزراعي حيث تمتاز المنطقة بميزات تفضيلية لقربها من النيل والطرق، وخبرات متراكمة، خاصة تربية الحيوان مما يجعلها بإمكانياتها الطبيعية ومواردها المتاحة أن تكون من المساهمين في المشاريع المطروحة من أراض زراعية ورعوية وموارد في باطن الأرض في حال توفير التمويل الكافي لمحاربة الفقر للمساهمة في توفير الغذاء.
وكشف مواطنو منطقة شمال الشيخ الصديق والتي تضم (18) قرية عن تضررهم من المخططات السكنية بجانب تضرر (35) ألف أسرة.. فيما تم بيع جزء من المنطقة وعرض عطاءات أخرى بنفس المنطقة، وأكدوا أن المساحة الكلية لتلك المنطقة بلغت (48) ألف فدان كانت عبارة عن مشروع الرحمة الزراعي، بجانب استلام بعض المستثمرين شهادات بحث بالمنطقة، وعزوا عدم تسجيل تلك المنطقة إلى عدم توفر مبلغ (200) مليون جنيه في ذلك الوقت الأمر الذي أدى إلى مسح مشروع الرحمة الزراعي جنوب المخططات السنوية.. وشككوا بأن هناك تضليل في عملية الترويج لهذه المخططات مما أدى إلى انفجار سكاني، مشيرين إلى أن المنطقة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وبررت الجهات المسؤولة هذا التصرف بأنها تهدف إلى تنمية شمال شيخ الصديق، وفي وقت سابق تعهد والي النيل الأبيض بحل المشكلة. وكشفوا عن بيع الأرض بسعر بخس جداً للمستثمربن عبر تصاديق خرجت من الوزراء والمسؤولين وقطعوا في ظل الظروف الحالية، وإذا قامت المخططات ستنعدم مصادر رزقهم، وطالب مواطنو منطقة شمال الشيخ الصديق بقيام مشروع الرحمة الزراعي التعاوني وتوصيل خط كهرباء بمحاذاة النيل بجانب إعادة تأهيل الغطاء الغابي لحماية البيئة وقيام مشاريع التمويل الأصغر وإنشاء مركز بيطري، بالإضافة إلى ترفيع مستوصف المحمدية إلى مستشفى ريفي وإنشاء وحدات صحية، بجانب قيام مراكز محو الأمية وإدخال تجربة المدارس القرآنية والاستفادة من خبرات المعاشيين.
أما الشيخ النعمان محمد صالح مستشار قانوني من أبناء المنطقة يرى الظلم الذي تعرض علية ساني هذه المنطقة بعد أن غمر خزان جبل أولياء أراضيهم ونزوحهم إلى الجزيرة وكردفان وطرد(53) أسرة من الأخير بحجة أنهم ليسوا من مواطني تلك المنطقة، وكشف عن إرسال عينة من تربة المنطقة إلى أستراليا التي أكدت النتائج صلاحية الأرض للزراعة، حيث تباطأ المسؤولين في التنفيذ مما أدى إلى تقسيم الأرض إلى أراضي سكنية دون علمنا، وبعد لقاء الوالي والمعتمد تم الاتفاق على إيقاف العمل والجلوس للوصول لاتفاق، ولكنهم مازالو مستمرين في فتح الأراضي والتصاديق للشركات والمستثمرين.. وقال: أين نذهب وأين نعيش؟
وزاد عبدالرحيم الشيخ محمد صالح خليفة الطريقة السمانية بالسودان وحقوقي: من قال إن القانون يلقي التاريخ، فهذا غير صحيح وإن كل حديث عن أخذ الحقوق لن يتم، وإنما الحاصل الآن عبارة عن حبر على ورق والذي على الورق لن يتم على أرض الواقع لأن هناك تعدي على حقوق الإنسان ومستقبل الأجيال القادمة. ورحب بإنشاء المطار على أن يكون ذلك خصماً على منطقتهم، وطالب الوالي بتصحيح هذا الخطأ وقال إننا أصحاب قضية واضحة. ووجه الأمير السر يوسف الكريل أمير عموم الكواهلة بالسودان، وجه رسالة قوية للمعتمد بإصلاح هذا الخطأ، وللذين تقدموا للعطاءات أن يبحثوا عن أموالهم.
من جانبة اعتبر مجاهد الطيب العباسي معتمد محلية جبل أولياء أن هذا التصرف خطأ من بعض الموظفين والإدارين ويمكن تداركه. وطالب بعدم ترك فرصة للسماسرة للتغول على حقوق المواطنين.
وتعهد بأن تكون هناك جلسة قريبة مع المعتمد، والذي تولى أمر هذه المحلية قبل (10) أعوام، وهو لا يعلم بهذه المشاكل.. وطالب أبناء المنطقة بوقف الزحف السكاني على مصادر رزقهم، لا للمخططات السكنية على حساب قوت المواطنين، وقال مشروع الرحمة الزراعي التعاوني مطلب كل المواطنين.