منطقة الشيخ الصديق ود بساطي
حرصت أن تكون هنالك نبذة مختصرة وبسيطة حتى تكون سهلة لكل باحث أو من يريد أن يعرف عن المنطقة فلجأت إلى الأستاذ:مصطفى الشيخ علي بحكم إلمامه ومعرفته بتاريخ المنطقة فكتب قائلاً:
الموقع:تقع قرية الشيخ الصديق بالضفة الغربية للنيل الأبيض.
المساحة: تقع مساحة كالآتي
العرض:١٠كلم والطول ٤٠كلم
الحدود:يحدها من ناحية الجنوب محلية أم رمتة ومن الشرق النيل الأبيض ومن ناحية الشمال الريف الشمالي للوحدة الإدارية ومن ناحية الغرب ولاية شمال كردفان ويحدها جبلين متوسطي الإرتفاع.
تقع القرية في قطاع السافنا الفقيرة وبها أحزمة أشجار السمر والسيال والسدر والهجليج وشريط على شاطئ النيل الأبيض من أشجار السنط والطلح والحراز.
النشاط السكاني:الزراعة والرعي وصيد الأسماك والتجارة وتوجد مزارع الدخن في المنطقة التى تتأخم شمال كردفان و الإنتاجية في الدخن متذبذبة وذلك لشح هطول الأمطار .
النشأة: في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي وفد هذا الصوفي الزاهد من قريته بالجزيرة وهي( أم كرارة) قاصدا بلاد الكباشي في شمال كردفان وفي ذلك الوقت كانت الجزيرة طاردة ولا توجد بها زراعة مستقرة وتعتمد على هطول الأمطار وإنتاجية الذرة قليلة.
وفعلا إستقر في شمال كردفان وتزوج هنالك وأنجب أبناءه:الشيخ مصطفى والشيخ محمد أحمد. وبنى الخلاوي بها لتعليم القرآن وكثر مريديه. فسمع به الفكي عبدالله الفكي محمدنور رجل القويز وأيضا هو صاحب خلاوي تدرس القرآن في قرية قويز أبو الحسن عند ضفة النيل الأبيض وأرسل اليه عشرة من الفرسان على صهوة جياد ويحملون معهم عشرة مصاحف محصورة بالخط اليدوي.
فوصلو ديار الشيخ الصديق وسلموه رسالة خطية من الفكي عبدالله والمصاحف التى بحوزتهم ومفاد الرسالة أن يحضر فورا وينزل بالقرب من نهر النيل الأبيض وفعلا لبى طلب الرسالة. وحدد له الفكي عبدالله الموقع الذي يقيم فيه وقال له:أنت يا الصديق ولدي تسكن هنا وأنا خلفك وآخر الزمان تمتلئ المسافة بيني وبينك بالسكان.
ومن ثم كانت ضربة البداية لقرية الشيخ الصديق،وكان يسكن هذه المنطقة العلوج وهم قوم سود وبنو منازلهم من الحجارة على إمتداد شريط شاطئ النيل الأبيض من موقع قرية الشيخ الصديق وشرقا حتى منطقة أبو حجار وفيها يوجد مقر رئيسهم وهو سور عظيم من الحجارة وبداخله غرف كثيرة. وأثاره موجودة حتى الآن.
ويرجع السر في بناء منازلهم من الحجار لأنها تحميهم من الوحوش المفترسة ليلا. وبسبب الجفاف الذي أصاب منطقة أبو حجار رحل هؤلاء العلوج جنوبا حتى منطقة جبال الأنقسنا.
وأول ما فعله الشيخ الصديق هو بناء المسجد والخلاوي من المواد المحلية وأوقد نار القرآن وكثر مريديه وذاع صيته في القرى والفرقان. وكانت نار القرآن تشكو من قلة الطلبة في أول الأمر و إتصل الشيخ الصديق بالشيخ برير ود الحسين بجبل العرشكول وأخذ الطريق عليه وأصبح هنالك رابط روحي بين العرشكول والشيخ الصديق وبمروره على الحلال والقرى وهو في طريقه إلي العرشكول عرفه كثير من الناس فأرسلوا أبنائهم لخلوته.
وكبرت القرية وقصدها كثيرآ من الناس وقطنوا بها.
وجدير بالذكر أن هنالك طريق يمر بهذه القرية و أسمه درب الجمل وهو من شمال السودان إلي شمال كردفان وتأتي القوافل محملة بمواد الغذاء والكساء والتمر وهو طريق تجاري فتوسعت القرية وانتشرت سمعتها بين شتى أطراف القطر.
وأيضا يمر بهذه القرية طريق الحج من غرب أفريقيا من مالي ونيجيريا وتمبكتو وتسلكه مجموعة من القبائل الأفريقية في طريقها للحج مشيا على الأقدام.
وكان الحجيج يأخذ راحته في مسجد وخلاوي الشيخ الصديق ويودعون بعض أماناتهم مسجد الشيخ الصديق وتحفظ لهم حتى عودتهم من الحج وكانت الرحلة تأخذ عامين.
ولما عصفت الرياح والأمطار الغزيرة بالمسجد والخلاوي والمباني تم بناءها من الحجارة بناءا محكما.
وقصد الخلاوي الطلاب من شتى أنحاء القطر البرنو والبرني ومن شمال كردفان ودارفور.
وجلب الشيخ الصديق علماء من دولة الفونج ومن شمبات لتدريس الطلاب علوم الدين واللغة والعروض والتوحيد.وأم مسجد الشيخ الصديق وخلاويه جمع كثير من أهل السودان.
ولما كانت هنالك صعوبة في الحصول على الماء عند نزول النيل حفر بئرا سطحية لتوفير الماء وعمرها الآن عشرة ومائه عام وبذلك تم الإستقرار وتوسعت القرية في العمران وأصبح للشيخ الصديق مريدين من منطقة الجزيرة وأبو قوته والخلوات والقطينة علاوة على أصهاره من قبيلة الكبابيش وتجدد بناء المسجد ثلاث مرات الشيخ محمد الغرقان بنى المسجد الثاني من الآخر وتهدم وبنى المسجد الثالث إبنه الشيخ مصطفى.
والآن الشيخ الصديق تنعم المسجد رابع مبني بالمونة الحرة على أحدث طراز لبناء المساجد.
ويواصل أحفاده مسيرة الإرشاد وتعليم القرآن.
المصادر:سماعية
تحقيق/أبو طلال/مصطفى الشيخ علي
الكاتب~ يحيى موسى